Uncategorized

رواية حين همس الحب في قلبي الفصل الثالث.. اللقاء الذي غير كل شيء

مرت أيام بعد ذلك اللقاء الأول، ولم تستطع “ليان” أن تُبعد صوته عن أذنها، ولا نظراته عن ذاكرتها. كانت كل لحظة تسترجع فيها تفاصيل تلك الليلة، تشعر بخفقان قلبها يتسارع كما لو أن شيئًا بداخلها يُولد من جديد.في صباح يومٍ بارد، قررت أن تبدأ يومها بطريقة مختلفة. خرجت إلى مقهى صغير مطل على البحر، تحمله رائحة القهوة وتغمره نسمات الصباح. جلست عند الطاولة القريبة من النافذة، تنظر إلى الأفق البعيد وكأنها تبحث عن إجابة لتساؤلات لا تنتهي.وبينما كانت تغرق في أفكارها، سمعت صوتًا مألوفًا خلفها يقول بلطف:

“هل تسمحين لي بالجلوس؟ يبدو أن القدر يحب أن يجمعنا صدفة مرة أخرى.”

التفتت، فإذا به “آدم”، بابتسامته الهادئة التي تسرق القلوب قبل أن تطلب الإذن. لم تصدق للحظة أنه هو، لكنها شعرت بأن قلبها يعرفه قبل أن تتأكد عيناها.
ابتسمت بخجل وقالت: “يبدو أن القدر أصرّ على أن يكرر اللقاء.”

جلس أمامها، وبدأ حديثهما كما لو أنه لم يكن أول مرة. تحدثا عن الكتب، عن الموسيقى، وعن الأحلام التي تأبى أن تموت رغم كل ما يحدث في الحياة. كل كلمة بينهما كانت تنسج خيوط علاقة خفية، لم يعترفا بها بعد، لكنها كانت تنمو بصمت جميل.

ومع كل ضحكة تبادلاها، وكل نظرة تشابكت بين عيونهما، كان الحاجز بين الغريبين يذوب. شعرت “ليان” وكأنها أخيرًا وجدت مَن يفهم صمتها قبل كلماتها، ومَن يرى بداخلها ما لم يره أحد.

قبل أن يغادرا، وقف “آدم” وقال بهدوء:
“أتعلمين؟ حين نظرت إليك أول مرة، شعرت أني وجدت شيئًا كنت أفتقده منذ زمن.”
لم تجب، لكنها ابتسمت… وفي تلك اللحظة، أدركت أن هذا اللقاء لم يكن صدفة.

يتبع في الفصل الرابع…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى