منوعات

رواية حين همس الحب في قلبي الفصل الثامن .. لقاء على حافة الصدفة

في صباحٍ دافئ من ربيعٍ جديد، خرجت “ليان” من بيتها بعد شهور طويلة من العزلة. كانت تريد أن تُعيد اكتشاف الحياة التي هجرتها، أن تتنفس من جديد بعيدًا عن جدران الذكريات التي خنقتها.

حملت حقيبتها الصغيرة، واتجهت إلى المقهى الذي كان يجمعها بـ”آدم”، ذاك المكان الذي حفظ تفاصيل ضحكاتهما ونظراتهما الأولى.

جلست على ذات الطاولة، طلبت قهوتها المفضلة، وأطلقت عينيها نحو الأفق. كل شيء بدا كما كان، إلا أن قلبها لم يعد كما كان.
لم تكن تنتظر أحدًا، لكنها شعرت فجأة بأن شيئًا في الأجواء تغيّر.
صوت مألوف من خلفها ناداها بخفوت: “ليان؟”

تجمّدت في مكانها، ارتجفت يداها، وعاد إليها ذلك الإحساس الذي ظنّت أنه مات منذ زمن. استدارت ببطء، فإذا به أمامها، واقفًا كما لو أن السنين لم تمر.
كان “آدم” يبتسم بخجل، وعيناه تملؤهما الدهشة والحنين.

جلسا بصمت لدقائق، كان الصمت بينهما أبلغ من أي حديث. ثم قال بصوتٍ متهدج:
“ليان… لم تمر لحظة إلا وكنتِ فيها.”
ابتسمت وهي تحاول حبس دموعها، وأجابت:
“وأنا كنت أعيش على ذكرى وعدٍ لم يكتمل.”

أخبرها عن كل ما مر به، عن الأيام التي قاتل فيها الغياب، عن الرسائل التي كتبها ولم يرسلها، وعن اشتياقه الذي لم يهدأ.
أما هي، فقد اكتفت بالإصغاء، فكل كلمة منه كانت تمسح عامًا من الألم في قلبها.

حين غابت الشمس خلف الأفق، وقف “آدم” وقال:
“ربما لم يعد الماضي كما كان، لكني ما زلت أؤمن أن الحب الحقيقي لا يموت.”
نظرت إليه بابتسامة هادئة وقالت:
“إذن، فلنترك للقدر فرصة أخيرة.”

خرج الاثنان من المقهى يسيران جنبًا إلى جنب، لا يحملان وعودًا هذه المرة، بل إيمانًا بأن ما كُتب لهما لن يضيع مهما تأخر اللقاء.

يتبع في الفصل التاسع…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى