منوعات

رواية حين همس الحب في قلبي ..الفصل الرابع بين الخوف والاعتراف

منذ ذلك اللقاء على شاطئ البحر، تغيّر كل شيء في حياة “ليان”. صارت الأيام تمرّ بسرعة غريبة، وكأنها لا تريد أن تمنحها فرصة للتفكير. أصبحت تبتسم بلا سبب، وتستيقظ كل صباح وهي تشعر بشيء جميل يزهر في قلبها دون أن تدري كيف حدث ذلك.

أما “آدم”، فكان يعيش الصراع ذاته. لم يكن معتادًا على أن يُربك وجود أحد تفكيره، لكنه وجد في “ليان” شيئًا مختلفًا، نقاءً يشبه المطر الأول بعد جفاف طويل. ومع كل لقاء بينهما، كان يشعر أنه يقترب أكثر من الاعتراف الذي يخشاه.

في أحد المساءات الهادئة، اتصل بها بصوت متردد وقال:
“هل يمكن أن نلتقي الليلة؟ هناك شيء أودّ قوله.”
شعرت ليان بأن قلبها قفز من مكانه، لكنّها أخفت ارتباكها وردّت بابتسامةٍ لا تُرى:
“بالطبع، في المقهى نفسه؟”
قال بهدوء: “نعم، كما في المرة الأولى.”

جلست تنتظره، وكان المطر يتساقط برقة على زجاج النافذة. وعندما دخل المقهى، بدت ملامحه مختلفة، مزيجًا من الحيرة والصدق. جلس أمامها، صامتًا لثوانٍ طويلة قبل أن يقول بصوتٍ خافت:
“أتعلمين يا ليان… منذ عرفتك وأنا أشعر أن الحياة بدأت من جديد.”
نظرت إليه بدهشة، لم تتوقع أن تسمع تلك الكلمات، لكنها ظلت صامتة، تخاف أن يُفسد صوتها لحظة صدقه.

تابع قائلاً: “كنت دائمًا أهرب من الحب، ظننت أنه يضعفني، لكنه معك جعلني أكتشف نفسي من جديد. لا أريد أن أُعقد الأمور، فقط أردت أن تعرفي أن وجودك يعني لي الكثير.”
ابتسمت “ليان”، ووضعت يدها برفق على الطاولة، قريبة من يده، وقالت بخجلٍ جميل:
“وأنا… لم أعد أخاف من أن أُحب.”

في تلك اللحظة، لم تكن هناك حاجة للمزيد من الكلمات. كل ما بينهما كان واضحًا في النظرات، في الصمت الذي حمل ألف معنى. كان المطر بالخارج يعزف لحنًا دافئًا، وكأن السماء نفسها تبارك بدايتهما.

يتبع في الفصل الخامس…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى