منوعات

رواية حين همس الحب في قلبي الفصل السابع .. رسائل لا تصل

كانت الأشهر تمر ببطء موجع منذ رحيل “آدم”، وكأن عقارب الساعة تسير على وقع أنفاس “ليان”. لم يَعُد في حياتها سوى الصمت والانتظار والرسائل التي لا تجد طريقها إلى صاحبها.

كل مساء كانت تكتب له: “عد، فغيابك أثقل من كل الكلام.”، ثم تطوي الرسالة وتضعها في صندوق خشبي صغير قرب سريرها، علّها تجد يومًا من يقرأها نيابة عنه.

أما “آدم”، فكان يعيش صراعًا داخليًا بين شوقه لها والتزاماته التي قيّدته بعيدًا عنها. كان يحمل صورتها في هاتفه، ينظر إليها كلما ضاقت به الحياة، ويهمس لنفسه: “قريبًا… سأعود.”

لكن الأيام لم تكن رحيمة. في كل مرة يستعد فيها للعودة، كانت الظروف تضع أمامه حاجزًا جديدًا.
وفي المقابل، كانت “ليان” تفقد شيئًا من بريقها مع كل يوم يمضي. لم تعد تضحك كما كانت، ولم تعد القهوة لها نفس الطعم، حتى البحر الذي كان شاهدًا على حبهما بدا صامتًا وكأنه يشاركها الحزن.

وذات مساءٍ ممطر، وبينما كانت تقلب بين دفاترها القديمة، وجدت الورقة التي كتبها لها بخطه ذات مرة:
“إن ضعتِ يومًا، تذكّري أن الحبّ سيجد طريقه إليكِ مهما طال الغياب.”
تجمدت دموعها في عينيها، وكأن تلك الكلمات جاءت لتوقظ في داخلها بصيص أمل كان يوشك أن ينطفئ.

قررت في تلك الليلة أن تكتب له آخر رسالة، مختلفة عن كل ما سبق. كتبت فيها:
“لن أعاتبك على الغياب، ولن أسألك متى تعود. سأكتفي بأن أراك في أحلامي، حيث لا مسافات ولا وعود.”
ثم أغلقت الرسالة واحتفظت بها، وكأنها خاتمة فصلٍ من عمرها، لكنها في قلبها كانت تعلم أن القصة لم تنتهِ بعد.

يتبع في الفصل الثامن…

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى