منوعات

رواية حين همس الحب في قلبي الفصل الأخير .. وعد تحت المطر

مر عام كامل منذ عودة “آدم” إلى حياة “ليان”، عام حمل بين طيّاته محاولات للترميم، للبدء من جديد، وللتصالح مع ما تركه الغياب من ندوب.

تعلّما أن الحبّ لا يعني المثالية، بل الصبر، وأن العطاء الحقيقي لا يحتاج إلى مقابل بل إلى صدقٍ لا يخشى الانكسار.

في مساءٍ من أمسيات الشتاء، اجتمع المطر بالحنين مجددًا. خرجت “ليان” إلى شرفة منزلها تتأمل السماء الرمادية بينما تنساب قطرات المطر على وجهها كذكريات بعيدة.
وبينما كانت تغلق عينيها لتتذوق لحظة السكون، سمعت خطوات مألوفة خلفها. التفتت، فإذا بـ”آدم” يقف هناك، يحمل بين يديه مظلة صغيرة وابتسامة كبيرة.

اقترب منها بهدوء، مدّ المظلة فوق رأسيهما وقال بصوتٍ دافئ:
“كل مرة يهطل فيها المطر، أتذكّر أول لقاء لنا. كنتِ تضحكين، وكنتُ أظن أن العالم كله توقف ليصغي لتلك الضحكة.”
ابتسمت “ليان” بخجل، وقالت له:
“ومنذ ذلك اليوم، لم أعد أرى المطر إلا كما رأيته معك.”

أمسك بيدها برفق، ونظر في عينيها قائلاً:
“ليان، كنتِ بدايتي، وأريد أن تكوني كل فصولي القادمة.”
لم تجب، لكنها اكتفت بأن تميل برأسها على كتفه، وكأنها وجدت أخيرًا مكانها الذي ضاع طويلاً بين الغياب والانتظار.

استمر المطر في الهطول بينما كانت المدينة تغرق في الهدوء، وكان كل ما حولهما يذوب في تلك اللحظة التي جمعت بين قلبين أنهكهما الفراق وأعادهما الحب إلى الحياة.
لم يكن وعدًا مكتوبًا، بل كان همسًا خافتًا بين قطرتين، بأن ما جمعه القدر لن تفرقه الأيام مرة أخرى.

تلاشى صوت المطر شيئًا فشيئًا، وبقي صدى تلك اللحظة شاهدًا على قصة لم تنتهِ بالفراق بل اكتملت بالوفاء، لأن الحب حين يهمس في القلب مرة، لا يسكت أبدًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى