Uncategorized

رواية حين همس الحب في قلبي الفصل الخامس .. حين خيم الصمت على القلوب

مرت أسابيع بعد اعتراف “آدم” و”ليان” بمشاعرهما، كانت خلالها حياتهما مليئة بالضحك والمشاعر الصادقة. أصبحت لقاءاتهما أكثر عمقًا، وكأن كلاً منهما وجد في الآخر وطنًا صغيرًا يحتضن روحه.

لكن كما هي العادة، لا تسير الحكايات الجميلة دون امتحان.

في أحد الأيام، تلقّى “آدم” اتصالًا غيّر ملامح وجهه كليًا. كان صوته منخفضًا حين قال:
“يبدو أن عليّ السفر لفترة، هناك أمر طارئ في العمل، وقد يطول غيابي.”
تجمدت الكلمات في فم “ليان”، لم تعرف بماذا ترد، لكنها اكتفت بابتسامة مصطنعة تخفي وراءها ارتجاف قلبها.

مرت الأيام الأولى من سفره ثقيلة، كانت تكتب له كل صباح رسالة لا ترسلها، تضع فيها كل ما تشعر به من شوق وقلق وحنين. أما هو، فكان يكتب لها أيضًا، لكن الحياة كانت تأخذه في دوامة من المسؤوليات والضغوط التي جعلت اتصاله بها يتناقص شيئًا فشيئًا.

بدأ الصمت يتسلل بينهما. لم تكن هناك كلمات، ولا لقاءات، فقط ذكريات معلقة في الهواء، تنتظر من يعيدها للحياة.
كانت “ليان” تقف أمام البحر كل مساء، في المكان نفسه الذي جمعهما أول مرة، تتمنى لو يسمعها وهو بعيد، تتمنى لو يهمس لها القدر بأن الفراق مؤقت.

وذات ليلة، بينما كانت تحدق في الأمواج، وصلتها رسالة قصيرة منه تقول:
“اشتقت إليك، أكثر مما تتخيلين. لكني لا أعلم متى أعود.”
قرأت الرسالة مرارًا، وكل مرة كانت تشعر أن قلبها يضيق أكثر، وكأن بين السطور وداعًا غير معلن.

في تلك الليلة، بكت “ليان” بصمت، ليس لأنها فقدته، بل لأنها أدركت أن الحب لا يُقاس بالقرب فقط، بل بالصبر الذي يمنح القلب معنى الانتظار.

يتبع في الفصل السادس…

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى